إن التطور الكبير الذي عرفته الفلاحة الكلاسيكية (المألوفة) في البلدان المتقدمة وسعي الفلاحين وراء الربح بشتى الطرق  وذلك بتخصيص أكبر للمزارع ورفع الإنتاج إلى أقصى حد ممكن أدى إلى الإستعمال المفرط للمواد الكيميائية ( أسمدة ’ مبيدات ’ هرمونات النمو )

كانت له انعكاسات سلبية على المحيط بصفة عامة وعلى الإنسان بصفة خاصة نذكر منها ما يلي: 

  • تعرض العمال إلى مخاطر التسمم.
  • ترسب المواد الكيميائية في المنتجات الزراعية والمياه الجوفية .
  • قتل الكائنات الحية المفيدة الموجودة في المحيط بصفة عامة مثل النحل والموجودة في التربة (الديدان)
  • الأستعمال المفرط للمبيدات أدى إلى زيادة مقاومة الحشرات الضارة لهذه الأخيرة كما ساهم في حدوث خلل في التوازن البئي والتنوع البيولوجي.
  • عدم استعمال المواد العضوية والاكتفاء بالأسمدة المصنعة كيميائيا جعل التربة أكثر نفاذية وافقدها العديد من خصائصها الكيميائية واصبحت أكثر عرضة للتعرية.
  • الإستعمال المفرط للأدوية الكيميائية لحيوانات المزرعة أدى إلى ظهور نوع من المقاومة ضد المضادات الحيوية.

لتدارك أخطاء الفلاحة الكلاسيكية ظهرت الفلاحة البيولوجية التي تعتمد على مهارات الإدارة والمعارف العلمية ’ وهي عبارة عن نظرة تكاملية للمزرعة باعتبارها وحدة بيئية لها شبه استقلالية من حيث دورتها البيولوجية ومنسجمة مع الوسط الخارجي ’ تفضل التدخلات المساعدة بدلا من المنافسة , أي فهم الطبيعة للعمل معها . وهي طريقة حديثة لتسيير المزارع تحترم البيئة وتضمن التوازن الإجتماعي والإقتصادي.

وهي في تطور مستمر في السنوات الأخيرة حيث تمنح فرص مهمة للدول النامية لتصدير منتجاتها البيولوجية نحو أسواق الدول المتطورة كما تمكنها من تطوير مناطقها الريفية وتحسين أمنها الغذائي.