الزراعة المائية أي بدون تربة، التي تطورت منذ منتصف السبعينيات وتشغل الآن أكثر من 20000 هكتار في جميع أنحاء العالم والجزء الأكبر يقع في أوروبا، و نظرا لنجاح هذا النوع من الزراعة بدأت تنتشر نوعا ما في بلادنا في السنوات الاخيرة.

تعتبر التربة مهد للنباتات والعامل الرئيسي لنموها فهي الوسط الذي يحمل المواد والعناصر المغذية للنباتات بالإضافة إلى أنها حافظة للماء ولكن من الممكن الاستغناء عنها في حال تم إيجاد وسط بديل يقوم بما تقوم بها التربة.

يحتاج النبات الى الكثير من العناصر المعدنية ومن بينها (N، P، K، Ca، Mg، Mo، Fe، Zn، Mn، Cu، B ) تختلف تبعا للمحصول المغروس او مراحل تطوره وعدم توفر واحد  منها يؤدي الى ضعف و هزال المحصول وموته.  

لهذا قام المعهد باتفاقية مع أحد المستثمرين و هو السيد: بوحنفة سعد الله، للقيام بهذا المشروع حيث نال اقبال جيد خاصة من طرف الفلاحين. 

1) مفهومها

هي طريقة حديثة للزراعة بدون استخدام التربة إذ انها تزرع مباشرة في الماء وبمحلول مغذي يوفر العناصر الغذائية المعدنية اللازمة للنمو وتتحصل النباتات على تغذيتها من خلال هذا المحلول المغذي الذي يتم توفيره لجذورها.

 

 

2) مميزاتها

  • القدرة على التحكم الدقيق في تغذية النبات مما يساعد في رفع كفاءة استعمال العناصر المغذية ورفع مستوى الإنتاج والمساهمة في تخفيض احتياجات اليد العاملة، كون هذه الزراعة لا تحتاج إلى عمليات تحضير للتربة أو العناية بالمحصول (العريق واللف الخ) كما في الزراعة الكلاسيكية أي الاستغناء عن التربة واستبدالها بالماء، السهولة في عملية الري وموفرة للمساحة، أنظمة الفتيل يمكن تثبتها في أي مكان.
  • السيطرة على المناخ من حيث الحرارة، الرطوبة والضوء حسب متطلباتها.
  • التقليل من الآفات والأمراض مما يساعد على النقص من استخدام المبيدات الحشرية والأعشاب الضارة.
  •  الميزة الأساسية هي وجود الإنتاج على طول العام من حيث الكمية والنوعية.

3) عيوبها

  • ارتفاع تكاليف إنشاء وتجهيز الصوبة (serre) بالمقارنة مع الزراعة الكلاسيكية المألوفة ولكن من الممكن تعويض هذه التكاليف بواسطة زيادة كميات الإنتاج.
  • خطورة العدوى المرضية حيث أن أي عدوى تصيب الماء المستخدم في الزراعة ستتنقل إلى جميع النباتات بشكل كبير وسريع قد لا يمكن السيطرة عليه.
  • تتطلب هذه الزراعة الخبرة العلمية والتقنية من اجل إدارتها بالشكل المطلوب والناجح.

4) النتائج المحصل عليها

  • تحصلنا على نتائج مرضية من حيث الجودة، النوعية وسرعة الإنتاج.
  • إنتاج عضوي خالي من المواد الكيماوية (الأسمدة والأدوية)
  • التسيير والتحكم الجيد في المسار التقني للمحاصيل والاستغناء عن الأعمال الفلاحية.
  • حيث كانت هذه التجربة الأولية بين المستثمر والمعهد وقد اختيرت المحاصيل التالية (الخس، الطماطم الكرزية والكورنيشو cornichon) كبداية لهذه الزراعة وتعد هذه المبادرة كأول تجربة بيداغوجية في المعهد.

في الأخير نرجو أن تتعمم هذه الزراعة المائية في جميع محطات الإنتاج والمستثمرات الفلاحية لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الخضر والتقليل في الكلفة الاقتصادية وإنتاج الخضروات تصل إلى القيمة العليا.